من طرف gooo الخميس فبراير 12, 2009 9:01 pm
ثالثاً: سر التوبة والاعتراف
أسسه الرب يسوع عندما قال لتلاميذه الأطهار: "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (مت 18:18)، وقوله لهم بعد القيامة: "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال لهم هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 21-22) وبذلك أعطاهم السلطان أن يربطوا الخطايا أو يحلوها بقوة وسلطان الروح القدس المعطى لهم.
أدلة وجوب الاعتراف:
الإنسان بطبيعته يحتاج إلى من يشكو له من متاعبه فيستريح وينفس عن نفسه ويتلقى المشورة الحكيمة أو المشاطرة الوجدانية التي تريحه. وياحبذا لو كان هذا الإنسان الذي نشكو له هو كاهن أب اعتراف وكاتم للأسرار وعنده روح الأبوة الحانية.
1- من العهد القديم كان الاعتراف جزءاً ضرورياً من توبة الخاطىء الذي يأتي بالذبيحة ويضع يده على رأسها ويعترف لله بخطاياه أمام الكاهن فيأخذ الكاهن الذبيحة ويذبحها ويقدمها على مذبح المحرقة للتكفير عن الخطايا. يقول الرب: "إذا أخطأ أحد أو إذا مس شيئاً نجساً أو إذا حلف... يقر بما أخطأ به ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته... فيكفر عنه الكاهن من خطيته" (لا5: 1-6) يقول سليمان الحكيم: "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم 28: 13).
2- من العهد الجديد نرى يوحنا المعمدان حينما يكرز بالتوبة قائلاً: "توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات.... حينئذ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطة بالأردن واعتمدوا منه معترفين بخطاياهم" (مت 3: 1-6) يخبرنا سفر أعمال الرسل أن سر التوبة والاعتراف كان معمولاً به أيام الرسل الأطهار قائلاً: "وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون معترفين ومخبرين بأعمالهم" (أع 19: 18) ينصحنا معلمنا يعقوب الرسول قائلاً: "إعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا" (يع 5: 16).
رابعاً: سر الأفخارستيا
أسسه الرب يسوع في علية صهيون ليلة آلامه حينما "أخذ خبزاً وبارك وكسر وأعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم فشربوا منها كلهم وقال لهم هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل الكثيرين" (مر 14: 22-24)
فوائد هذا السر:
1- الثبات في المسيح حسب وعده الصادق: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو6: 56)، فبتناولنا من هذا السر نصير أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أف 5: 30). كذلك نصير شركاء الطبيعة الإلهية (2بط 1: 4).
2- يمنحنا عربون الحياة الأبدية كما قال رب المجد: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الآخير كما قال من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو6: 54-58).
3- النمو في النعمة والكمال الروحي والحياة في المسيح يسوع كما قال له المجد: "جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني يحيا بي" (يو6: 55-57).
4- منح الشفاء للنفس والجسد والروح.
5- الخلاص وغفران الخطايا.
6- التناول يعطي الإنسان حصانة ضد الخطية. والمرنم يقول: "ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي" (مز 23: 5). وهي نبوة عن مائدة التناول وفائدتها في النصرة على الأعداء والمضايقين
خامساً: سر مسحة المرضى
أسسه الرب يسوع عندما قال لتلاميذه: "اشفوا مرضى طهروا برصاً" (مت 10: 18)، وقوله: "اشفوا المرضى الذين في المدينة" (لو 10: ومارسه الرسل "فدهنوا بزيت كثيرين فشفوهم" (مر 6: 13) ونصح معلمنا يعقوب الرسول المؤمنين بممارسته قائلاً: "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. صلاة الإيمان تشفي المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له" (يع 5: 14-15).
سادساً: سر الزواج المقدس
أسسه الرب يسوع وباركه بحضور عرس قانا الجليل وهناك أظهر مجده فآمن به تلاميذه (يو2: 1-11) وعنه يقول معلمنا بولس الرسول: "هذا السر العظيم ولكنني أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 5: 31) ومعنى ذلك أن الاتحاد الجسدي المحسوس بين الرجل وزوجته علامة ورمز إلى أمر روحي أعظم هو وحدة القلب والروح التي تشبه إتحاد المسيح بالكنيسة.
سابعاً: سر الكهنوت
أسسه الرب يسوع حينما اختار بنفسه من تلاميذه وأتباعه الكثيرين اثنى عشر معروفين بأسمائهم وسماهم رسلاً. وأرسلهم ليكرزوا قائلين: "قد اقترب ملكوت السموات" (مت 10) وقال لهم "ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر كثير ويدوم ثمركم" (يو5: 6). ولهم وحدهم قال: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 19-20) وسلمهم وحدهم سر جسده ودمه الأقدسين وقال لهم: "اصنعوا هذا لذكري" (لو22: 19). |
|
| |